ودّعت أمهات فلسطينيات في غزة أبناءهن الشهداء بمزيج من الدموع والزغاريد، في أعقاب سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، موقعة عشرات الشهداء معظمهم من المدنيين.
وشوهدت إحدى الأمهات في مشهد مؤثر وهي تحضن جثمان ابنها الشهيد الذي قضى في غارة استهدفت منزلا في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، بينما ارتفع صوتها بالزغاريد رغم مشاعر الفقد، تعبيرا عن فخرها بتضحيته.
ونقل مراسل الجزيرة محمد قريقع من غزة تفاصيل الغارة التي استهدفت منزل عائلة نصار في حي الزيتون، موضحا أن الأهالي تفاجؤوا بالغارة الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل عدد من المدنيين كانوا في منزلهم، وإصابة آخرين كانوا من المارة أو في منازل مجاورة.
وأضاف قريقع أن ممن استشهد عددا من النساء، وصاحب البيت الذي كان في منزله حين قُصف وهو في الطابق الثالث دون سابق إنذار، مشيرا إلى أن قوة الصاروخ دمرت عدة طوابق من المنزل المؤلف من 6 طوابق، وامتد الدمار إلى منازل مجاورة.
كما تحدث المراسل عن غارة أخرى استهدفت خيمة في محيط مسجد بدر جنوبي الحي نفسه، موضحا أن الخيمة كان بداخلها عدد من النساء والأطفال، وأسفرت الغارة عن سقوط 4 شهداء من عائلتين، وعدد آخر من المصابين تتفاوت جراحهم، نُقلوا جميعا إلى قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي.
إعلان
مأساة متكررة
وفي خان يونس جنوبي القطاع، نقل مراسل الجزيرة رامي أبو طعيمة مشهدا مشابها لأم أخرى باتت تركض وتبحث عن ثلاثة من أبنائها الذين قضوا عندما قصفت طائرة إسرائيلية صالونا للحلاقة.
وأضاف أبو طعيمة أن الأم قامت بتقبيل أقدامهم عندما وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي، وكانت تزغرد وتهلل، في ظل مشاعر وأوضاع صعبة جدا.
وأوضح أبو طعيمة أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط 22 شهيدا في جنوب قطاع غزة وحده، مشيرا إلى أن الغارة التي استهدفت صالون الحلاقة أودت بحياة 6 أشخاص، بينهم 3 أشقاء.
وتحدث المراسل عن “المشهد الأكثر دموية” في فجر اليوم نفسه، عندما أغارت الطائرات الحربية على منزل مأهول بالسكان في منطقة بني سهيلة، مما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص من عائلة واحدة، من بينهم امرأة حامل فقدت جنينها خلال الغارة واستشهدت هي وأولادها وزوجها.
وأكد أبو طعيمة أن المأساة متكررة والغارات الإسرائيلية لا تتوقف في جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أن المشاهد في كل يوم تتكرر من صباح اليوم التالي، حيث يكون هناك تشييع للشهداء.
وأشار المراسلان إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت أيضا مناطق أخرى في القطاع، منها حي النصر شمال مدينة رفح، وعبسان، ومخيم خان يونس، مؤكدَين أن الوضع يزداد سوءا في ظل استمرار التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع التي تقوم بعمليات القصف الإسرائيلي.