بثت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأحد، مشاهد قالت إنها لاستيلاء مقاتليها على طائرتين من دون طيار أثناء تنفيذهما مهاما استخبارية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، شمالي القطاع.
وتوغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا في أطراف الأحياء الشرقية لمدينة غزة، ومنها حيا الشجاعية والتفاح.
وأظهرت المشاهد التي نشرتها السرايا الطائرتين وهما في حالة سليمة، في حين لم يصدر بعد أي تعليق من الجيش الإسرائيلي بشأن الواقعة.
وسبق لسرايا القدس وكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن بثتا مشاهد مماثلة لإسقاط طائرات قبل سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها مشاهد مماثلة منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تنصل من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وانتهت مرحلته الأولى مطلع مارس/آذار 2025.
مواصفات متقدمة
وفي تعليق له على أهمية هذه العملية، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن الطائرات المسيّرة تُعد من أهم الأدوات التي يعتمد عليها جيش الاحتلال، لا سيما في العمليات الميدانية الأمامية والمهام الاستطلاعية.
إعلان
وأوضح الفلاحي، خلال تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة، أن الطائرتين المستولى عليهما تمتلكان مواصفات متقدمة، من بينها القدرة على التحليق لنحو 40 دقيقة متواصلة، ونقل بيانات تصل لمسافة تتجاوز 20 كيلومترا، ما يجعلها “منصة استخباراتية جوية عالية القيمة”.
وأضاف أن كل طائرة مزودة بمستشعرات ليزر لتحديد المدى، بالإضافة إلى كاميرات حرارية قادرة على بث صور مباشرة من المناطق التي تُجري فيها عمليات الرصد، وذلك نحو قواعد القيادة الخلفية، مما يتيح للجيش اتخاذ قرارات فورية ميدانية.
واعتبر الخبير العسكري أن الاستيلاء على هذه الطائرات لا يمثل فقط ضربة تقنية للجيش الإسرائيلي، بل يمنح المقاومة نافذة واسعة للاطلاع على طبيعة المهام والتجهيزات التكنولوجية التي يعتمد عليها الاحتلال في ميدان المعركة.
وتابع الفلاحي أن هذه المسيّرات تقدم معلومات لا تستطيع القوات البرية الإسرائيلية الوصول إليها، خاصة في مناطق مكتظة أو شديدة الخطورة، وهو ما يضفي على هذه العملية بُعدا استخباراتيا مهما قد يغيّر معادلات الرصد والتخفي في الميدان.