7/5/2025–|آخر تحديث: 19:50 (توقيت مكة)
لم يكن الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح يعلم أن الحضن الأول الذي منحه لمولودته الجديدة سيكون وداعا أبديا، فبعد ساعات من نشره صورة وهو يحملها بين ذراعيه، استشهد في مجزرة ارتكبها الاحتلال بقصف على مدينة غزة .
هذه المجزرة أسفرت وفق حصيلة أولية عن استشهاد أكثر من 10 فلسطينيين وإصابة العشرات.
وكتب الصحفي الفلسطيني على الصورة الأخيرة التي نشرها عبر منصة إنستغرام “نورت دنيتنا أميرة صغيرة، الحمد لله الذي أكرمنا بقدوم ابنتنا الغالية، جعلها الله من الذرية الصالحة وأقر بها أعيننا”.
الزميل الصحفي يحيى صبيح ارتقى شهيدًا قبل قليل في المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت سوق شارع الوحدة…
يحيى رُزِق صباح اليوم بمولودته البِكر. pic.twitter.com/9jsqtmb1Nb— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) May 7, 2025
ووثقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه المجزرة، جثة صبيح وهو يرتدي نفس الملابس التي التقط فيها صورته مع مولودته الجديدة.
وقصف الاحتلال منطقة مكتظة بالفلسطينيين حيث تضم عددا من المحال والبسطات التجارية التي يرتادها المواطنون بشكل يومي.
وأظهرت المشاهد جثثا ومصابين متناثرين في شارع الوحدة مضرجين بدمائهم، حيث هرع المواطنون وسط الدخان الكثيف الناجم عن القصف لمحاولة إنقاذ المصابين وانتشال الشهداء.
إعلان
ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الإبادة استهداف الصحفيين في غزة في محاولة لإخفاء الحقيقة.
وبذلك، يرتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا بغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 214، وفق معطيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وتداول ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق مشاهد مروعة للحظة القصف الإسرائيلي على هذه المنطقة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين وسط إدانات محلية وأممية، دون مواقف عملية لمنع تكرارها.
وتأتي هذه المجازر وسط سياسة تجويع ممنهجة تتبعها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، حيث تستخدم المساعدات “سلاحا” ضد المدنيين في غزة.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.