تفاعل مغردون مع الانفجار الضخم الذي وقع أمس السبت في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس جنوب شرقي إيران، والذي خلف قتلى وجرحى.
وقد بلغت حصيلة الضحايا حتى اللحظة 36 قتيلا وأكثر من 800 جريح، حيث سارعت الفرق المتخصصة لإجلائهم إلى المستشفيات، وتسبب الانفجار في تحطيم النوافذ على بعد عدة كيلومترات من موقع الحادث.
وتوالت المشاهد المصورة على منصات التواصل الاجتماعي التي وثقت لحظة الانفجار، حيث أظهرت مقاطع فيديو لقطات لاندلاع النيران وأعمدة الدخان، بعد أن اشتعل خزان وقود في الميناء ومكاتبه.
ويعد ميناء رجائي من أهم الموانئ في إيران، حيث يقع قرب مدينة بندر عباس الساحلية على مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.
وتبلغ مساحة الميناء 2400 هكتار، ويضم 23 رصيفا بعمق 15 مترا و3 ملايين حاوية، مما يجعله أكبر ميناء تجاري في إيران، حيث يمر عبره أكثر من 70 مليون طن من البضائع سنويا.
أسباب الانفجار
ولم تتضح أسباب الانفجار بعد، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر إيرانية أن السبب قد يكون تخزين بيركلورات الصوديوم، وهي مكون رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ الباليستية الإيرانية.
وفي المقابل، قالت الجمارك الإيرانية إن الحاويات المخصصة للتصدير كانت تحتوي على مواد القار والبارافين.
والقار هو أثقل منتجات النفط، وهو ما يتبقى بعد تكرير النفط، وكان يستخدم في عملية تعبيد الطرق قبل استبداله بالأسفلت، أما البرافين أو ما يسمى بشمع البترول، فهو مشتق من النفط أو الفحم ويستخدم في التشحيم والعزل الكهربائي وصناعة الشموع.
إعلان
وبشأن إمكانية أن يكون الانفجار عملا عدائيا أو من صنع أيادٍ خارجية، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إن هذه مجرد تكهنات، وعلى الجانب الإسرائيلي نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين نفيهم لأي مسؤولية لإسرائيل عن الانفجار.
قدرة إيران على التأمين
وقد تباينت آراء نشطاء بشأن الانفجار الذي وقع في ميناء رجائي الإيراني بين من يرونه عملية استخباراتية مدبرة، في حين شكك آخرون في قدرة إيران على تأمين منشآتها الحساسة، وهو ما أبرزته حلقة 2025/4/27 من برنامج “شبكات”.
وبحسب الناشط رافد الطيب، فإن الحادث “قد يكون عملا مدبرا”، مشيرا إلى أن “هذا زمن العلم والتطور والتكنولوجيا واستخدام التقنيات الحربية عن بعد”، مذكّرا بأن “حادثة البيجر مو بعيدة عنا” في إشارة إلى تفجيرات أجهزة الاتصال التي استهدفت حزب الله مؤخرا.
وفي تحليله للبعد السياسي للحادث، توقع الناشط سليم قاسم أحمد عدم اعتراف أي طرف بالمسؤولية، قائلا: “لا إيران ستقول إن إسرائيل وراء العمل كي لا يطالبها أحد بالرد”، مضيفا أن “إسرائيل لن تعترف بأنها هي وراء الانفجار كي لا تهيج الرأي العام الدولي عليها”.
من جانبه، شكك الناشط عامر في قدرة إيران على حماية منشآتها، متسائلا: “يعني حجة إنو مواد قالوا ما لها علاقة بالصواريخ وما كنتوا قادرين على حمايتها، كيف لو كانت المواد فعلا للصواريخ؟”، ليخلص إلى استنتاج: “معناها فعلا ما بتتأمنوا يصير عندكم نووي”.
وفي المقابل، رأى الناشط شجاع أن ما حدث هو “حادث عادي وبيصير بكل موانئ العالم”، مرجعا السبب إلى أن “الجو في المنطقة أصبح شديد الحرارة وعادي ترتفع درجة حرارة هالمواد وتسبب انفجارات”.
وقال التلفزيون الإيراني إن الحريق تمت السيطرة عليه لكن لم يخمد بعد، ولا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة وتم تعليق المدارس.
إعلان
كما طلبت السلطات من السكان التزام المنازل وارتداء الأقنعة الواقية بسبب انتشار الغازات السامة، وتم فتح تحقيق في ملابسات الحادث.
27/4/2025