قال تقرير نشرته صحيفة إندبندنت إن محكمة في دلهي برّأت 12 رجلا من تهمة قتل شقيقين مسلمين خلال أعمال الشغب عام 2020، التي نتج عنها مقتل 53 آخرين.
وأكد التقرير أن جثتي عامر وهاشم علي عُثر عليهما في مجرى بمنطقة بهاجيراثي فيهار يوم 27 فبراير/ شباط 2020، بعد أن انقطعت أخبارهما عقب مكالمة هاتفية من عامر لأبيه قال فيها “نحن قريبون وسنعود قريبا”.
يشار إلى أن أعمال عنف طائفي شهدها شمال شرق دلهي قبل 5 سنوات، وحاصرت خلالها عصابات هندوسية المجتمعات المسلمة، فأحرقوا المنازل والمتاجر والمساجد فيما وصفه الناجون والجماعات الحقوقية منذ ذلك الحين بالمذبحة.

(الصحافة البريطانية)
الحكم
وأوضح التقرير أن المحكمة أسقطت التهم عن الرجال الـ12 بسبب “غياب الأدلة القاطعة”، رغم اعتماد الشرطة على رسائل واتساب كدليل، بما في ذلك رسالة نُسبت إلى المتهم لوكيش كومار سولانكي، جاء فيها باللغة الهندية أن “أخاك (في إشارة لنفسه) قتل اثنين من المسلمين قرب بهاجيراثي فيهار حوالي الساعة التاسعة مساء، وألقى بهما في المجرى”.
وأصر القاضي بلاستيا براماشالا على أن “الرسائل أبدت تباهيا لا اعترافا”، وأنها “تفتقر للدعم بأدلة مادية أو شهود موثوقين”، وأدين سولانكي بالتحريض على الكراهية وليس القتل.
وكتب القاضي في حكمه أن “محتوى المحادثات الرقمية لا يثبت المشاركة المباشرة في القتل، بل يدل على إثارة الفتنة فقط”.
إعلان
وذكر التقرير أن المحكمة اعتبرت عدم قدرة الشهود على التعرف على المتهمين سببا رئيسيا في تبرئتهم، وقال القاضي: “لا بد من سلسلة متصلة من الوقائع تستبعد كل تفسير آخر”.
وأشار التقرير إلى أن عائلة القتيلين تعيش في منزل ضيق بمصطفى آباد وتكسب أحيانا 500 روبية فقط في اليوم، وهو ما يصعب المعركة القضائية.
وأضاف أن المحكمة برّأت أيضاً متهمين في قضية مقتل شاب مسلم آخر يدعى شهباز أحرقته مجموعة هندوسية حتى تفحمت عظام جثته، وأسقطت التهم بسبب عدم مقدرة الشهود على تأكيد هوية الجناة.
“مات جزء مني معهما”
واستعرض التقرير تداعيات جريمة القتل “الوحشية” على والد الشابين بابو خان، الذي قال بصوت مكسور إنه بحث “عنهما طوال الليل، وفي صباح اليوم التالي توجهنا إلى مركز الشرطة، فقد استدعونا للتعرف على 3 جثث، وهناك رأيت ولديّ”.
وكشف تقرير الطب الشرعي أن عامر تعرّض لـ25 إصابة، من بينها حروق مروعة، وأن وفاته كانت بسبب صدمة ناتجة عن ضربة مميتة في الرأس.
ونقلت الصحيفة أن خان توقف عن الحديث للحظة وهو يروي قصته، وحدق في الجدار وكأن الزمن توقف، ثم أكمل أن حياته انقلبت إلى جحيم منذ تلك الليلة، وأنه يصارع الموت كل يوم، “فلمن أشتكي؟ وما الجدوى أصلا؟ لا نملك سوى الأمل، والله يرى كل شيء”، على حد تعبيره.
وكان عامر -حسب التقرير- يعمل سائقا مع تطبيقات التوصيل بينما كان هاشم يبيع الملابس، وعلق خان قائلا: “ولداي لم يؤذيا أحدا، لقد كانا طيبين يساعدان الناس، لا أفهم كيف يمكن أن يجد البعض متعة في القتل، لقد مات جزء مني معهما”.
وترك عامر خلفه 3 بنات، كانت أصغرهن لا تزال في رحم أمها حين قُتل، وتساءل خان بصوت مخنوق “ماذا نقول لهن؟ لقد حاولنا مواساتهن لفترة طويلة، ولكنهن الآن يعرفن الحقيقة…والدهن قُتل بوحشية”.
إعلان