مراسلو الجزيرة نت
فرنسا- تشهد عدة مدن فرنسية، اليوم الاثنين، وقفات احتجاجية ومظاهرات تنديدا باحتجاز قوات الاحتلال الإسرائيلية نشطاء كانوا على متن سفينة “مادلين” التي كانت في طريقها لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وكانت البحرية الإسرائيلية قد اعترضت السفينة، مساء أمس، في عرض البحر واقتادتها إلى ميناء أسدود، حيث تم احتجاز 12 ناشطا من جنسيات مختلفة، بينهم النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، إضافة إلى صحفيين ومتضامنين آخرين.
ويأتي هذا التحرك في سياق أوسع من التضامن مع أهالي قطاع غزة، حيث يدعو المحتجون إلى رفع الحصار الإسرائيلي وفتح الممرات الإنسانية أمام المساعدات الدولية ووقف الإبادة الجماعية.

مظاهرات
وبدعوة من حزب “فرنسا الأبية” اليساري المتطرف، تجمع مناصرو القضية الفلسطينية، مساء اليوم، في ساحة الجمهورية استجابة لدعوات التضامن والدعم التي تم إطلاقها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كما شهدت هذه الساحة تجمعا مماثلا، مساء أمس، شارك فيه المئات بعد ساعات قليلة من احتجاز النشطاء على متن السفينة “مادلين”.
إعلان
وفي تعليقه على احتجاز النشطاء، أدان جان لوك ميلانشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية” العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلا “منذ ارتكاب جريمة الحرب هذه، والتي يجب أن نسميها محاولة إبادة جماعية، يكتفي العالم بإصدار التصريحات، بينما يواصل الأقوياء الذين لا يتوقفون عن إلقاء الدروس الأخلاقية، صمتهم أمام هذه المجزرة المستمرة منذ 18 شهرا”.
وأشاد ميلانشون بشجاعة النشطاء الذي كانوا على متن السفينة بقوله “نحيي هؤلاء النشطاء الذين صعدوا دون تردد إلى قارب صغير، بلا سلاح سوى قناعاتهم، وبلا قوة سوى شجاعتهم التي نرفع لها التحية أمام شعب أثبت قدرته على مواصلة الحياة رغم كل شيء”.
كما دعا الحكومة إلى اتخاذ خطوات أكثر حسما، مضيفا “فرنسا، العاجزة عن التعبير بقوة وبشكل علني، لم يعد أمامها سوى أن تفعل الشيء الوحيد الممكن في هذه المرحلة، أي الاعتراف بدولة فلسطين فورا”.

مطالب بالإفراج الفوري
وركز المحتجون في مطالبهم وشعاراتهم على ضرورة الإفراج الفوري عن النشطاء المحتجزين، محملين السلطات الفرنسية والأوروبية نتيجة ما حدث، وداعين كل الحكومات إلى التحرك بشكل عاجل لضمان سلامة رعاياهم وعودتهم إلى بلدانهم.
وترددت في هذه المظاهرات شعارات تندد بالمجزرة المستمرة وتدعو إلى تحرير غزة من الحصار والاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك “إيمانويل ماكرون، هل أنت نائم”، “إسرائيل محرمة، ماكرون متواطئ”، “فلسطين حرة” و”الحرية للسفينة.. الحرية لريما”.
ومن جانبه، قال باسكال أندريه الطبيب العائد من غزة، والذي عمل في مستشفى خان يونس في فبراير/شباط 2024 “أنا فخور بابني الذي كان على متن السفينة، اسمه بابتيست أندريه ويمارس الطب في مارسيليا”.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت “تم احتجاز ابني في سجن هاتشوت حيث قُدم له وجبة مشوهة ليُقال إن النشطاء تلقوا رعاية جيدة. إن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة لا تحترم حقوق الإنسان وترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وترتكب جميع عناصر الإبادة الجماعية”.
دعوات للتدخل الدولي
ومن المنتظر أن تتابع الخارجية الفرنسية عن كثب تطورات احتجاز نشطاء “مادلين” في وقت تتزايد فيه الضغوط على باريس وبروكسل لاتخاذ موقف أكثر حزما تجاه ما وصفته قوى سياسية فرنسية بـ”الاعتداء على القانون الدولي وانتهاك حرية الملاحة في المياه الدولية”.
إعلان
ووسط استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يأتي اعتراض “مادلين” ضمن سلسلة من المواجهات البحرية التي شهدتها المبادرات الشعبية لكسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ سنوات.
ويعتبر الطبيب أندريه، الذي أضرب عن الطعام لمدة 25 يوما في أبريل/نيسان الماضي، أن إجبار المواطنين على تعريض أنفسهم للخطر لتطبيق القانون يتطلب تعبئة وطنية شاملة “وخير دليل على ذلك خروج الناس إلى الشوارع في 15 مدينة فرنسية الليلة. لقد حان الوقت لإخبار هؤلاء السياسيين بأن الكيل قد طفح”.
وأضاف “الجميع صامتون وكل المواقف متناقضة ومنافقة، ليس فقط منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بل للأسف منذ عقود. ويستمر هذا النفاق حتى اليوم رغم أن الناس بدؤوا يدركون أن الأمور قد تغيرت وأننا لن نستسلم أبدا، وأن الإفلات من العقاب غير موجود وأن كل من لا يحترم القانون اليوم مسؤول عن الوضع هناك”.